• تحت عنوان "الأسير إنسان" وبحضور رسمي وشعبي وأهلي مركز "ابو جهاد" و "العصرية الجامعية" يعقدان المؤتمر الثامن إبداعات انتصرت على القيد

    2018/07/16


     

    عقد مركز أبو جهاد لشؤون الحركة الأسيرة، بالتعاون مع الكلية العصرية الجامعية في مقر الأخيرة برام الله اليوم الإثنين، النسخة الثامنة من مؤتمر "إبداعات انتصرت على القيد"، الذي جاء هذا العام بعنوان "الأسير إنسان"، وسط حضور رسمي وشعبي من ممثلي مؤسسات حقوقية وثقافية واجتماعية.
    وانعقدت جلسات المؤتمر بالتزامن في رام الله والعاصمة المغربية الرباط وقطاع غزة، واحتضنت قاعة المربية هيام ناصر الدين الجلسة الرئيسة من المؤتمر. وافتتح المؤتمر بجلسة تولى عرافتها رئيس منتدى العصرية الإبداعي د.حسن عبد الله وشارك فيها عضو اللجنة المركزية لحركة فتح الأخ عباس زكي، وممتل الهيئة الوطنية لحقوق الإنسان في المملكة المغربية أ.نبيل غزة، ورئيس مجلس أمناء الكلية العصرية الجامعية المهندس سامر الشيوخي، ونائب الرئيس التنفيذي لجامعة القدس د.حسن دويك، ومدير عام مركز أبو جهاد لشؤون الحركة الأسيرة د.فهد أبو الحاج، ورئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع، ورئيس اتحاد الكتاب والأدباء الفلسطينيين أ.نافز الرفاعي، والأسير المحرر رياض شاهين. 

    أفكار ورؤى وتوصيات

    ورحب رئيس مجلس أمناء الكلية العصرية الجامعية المهندس سامر الشيوخي بالحضور، مذكراً أن المؤتمر أصبح تقليداً سنوياً، مشيراً إلى أن هذه المؤتمرات تعد بمثابةِ محطاتٍ وطنيةٍ وبحثيةٍ واجتماعية وثقافية، نتبادلُ فيها الأفكاَر والرؤى وتقدمُ التوصيات في أحدِ الجوانبِ المتعلقة بتجربةِ الحركةِ الأسيرة، لتشكلَ هذه المؤتمرات بما يتمخضُ عنها من توصياتٍ واقتراحاتٍ مراجعَ مهمة في هذا الجانب، وما يسهلُ الأمرَ على الباحثين أنه يتمُ إصدارُ الأوراق والتوصياتِ الخاصة بكل مؤتمر من المؤتمراتِ في كتابٍ يوزعُ على المؤسساتِ وجمهورِ المهتمين.
    وأضاف الشيوخي "إن العنوانَ الذي يعقدُ حولهُ هذا المؤتمر هو عنوانٌ مهم، فالأسير إنسان، وفي ذلك توصيفٌ لحال مناضلٍ، ثارَ من أجلِ إنسانيتهِ وانطلقَ منها وعبرَ عنها وانتصرَ لها، وخاضَ من أجلها المعاركَ النضالية في الأسرِ بخاصة الإضراباتِ المفتوحةِ عن الطعام".
    وأعرب الشيوخي عن أمله بأن يخرجَ المؤتمرُ بتوصياتٍ مهمة سيقومُ مركزُ أبو جهاد لشؤون الحركة الأسيرة برفعها للجهاتِ ذات الاهتمام، بغية الاستفادةِ منها وتطبيقِها، مؤكداً أن الكليةَ العصرية الجامعية، مؤكدا استمرار التعاون في السنوات المقبلة مع مركزِ أبو جهاد لشؤون الحركةِ الأسيرة في حلقاتٍ أخرى من إبداعاتٍ انتصرت على القيد.

    مقاضاة الاحتلال

    وفي مستهل كلمته شكر مدير عام مركز أبو جهاد لشؤون الحركة الأسيرة  د. فهد أبو الحاج المملكة المغربية الشقيقة ملكاً وحكومةً وشعباً على مواقفهم النبيلة، والوقفة التاريخية الدائمة والمساندة للقضية الفلسطينية في المحافل الدولية كافة، مشيراً إلى التجربة الفريدة في انعقاد المؤتمر بشكل متزامن في كل من رام الله وغزة والمملكة المغربية. 
    وندد أبو الحاج بالهجمة التي تعرض لها متحف أبو جهاد على يد قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي الذي عمد إلى تدمير مقتنيات المتحف في محاولة منه لإلغاء دوره وتعطيله أمام زوار فلسطين.                  
    وأكد أبو الحاج أن الإجراءات الاحتلالية لن تثني المركز عن مواصلة دوره، إذ كان  رده على هذه الممارسات الاحتلالية إصلاح وترميم المتحف وإعادة فتحه مجدداً أمام الجمهور في وقت وجيز.
    وقال في هذا السياق: "إن المركز لم يتوقف عند حدود إصلاح المتحف وإنما اتخذ خطوات عملية لمحاسبة ومقاضاة الاحتلال من خلال التوجه إلى محكمة الجنايات الدولية ورفع دعوى ضد حكومة الاحتلال"، منوهاً إلى قبول الدعوة من قبل المحكمة وأن الإجراءات القانونية مستمرة وصولاً إلى تحقيق العدالة الدولية. 
    وشدد أبو الحاج على ضرورة أن تتعهد المؤسسات الرسمية والوطنية والحقوقية بالحفاظ على كرامة وإنسانية الأسير الفلسطيني والعربي  وأن تعيد إليه ما فقده من سني عمره عبر توفير كل مقومات الحياة الكريمة له لضمان قدرته على العيش والتواصل والانتاج والإندماج في مجتمعه. 

    قضية الاسرى سامية

    ومن جانبه لفت نائب الرئيس التنفيذي لجامعة القدس د.حسن دويك إلى أن قضية الأسرى سامية وعظيمة جداً، لذا ارتأت الجامعة وبادرت الى احتضان مركز أبو جهاد لشؤون الحركة الأسيرة، دعما للجهود الفردية التي اضطلع بها الدكتور أبو الحاج وبلورتها، وهذا يأتي في سياق فلسفة الجامعة القاضية بضرورة إسناد المهمة الوطنية العظيمة المتمثلة بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. 
    وأكد دويك أهمية إبراز المعاناة الإنسانية للأسرى في سجون الاحتلال من عزل وإهمال طبي واعتداءات جسدية ونفسية تستهدف بشكل مباشر قتل الروح الإنسانية للأسير الفلسطيني وإظهار الوجه الحقيقي للاحتلال وتعريته أمام المجتمع الدولي. 
    وأشار إلى الجهود الخاصة التي بذلتها وتبذلها الجامعة في سبيل وقف الاعتداءات المتكررة على حرمها، والتي كان آخرها اعتداء قوات الاحتلال على مؤتمر عقدته الجامعة في القدس، ومنعت إقامته تحت حجج واهية، مدعيةً أن المؤتمر يعقد تحت مظلة منظمة التحرير التي لا تجد الجامعة حرجاً من حمل اسمها.                    
    ونوه دويك إلى أن الأهداف الحقيقية التي تسعى حكومة الاحتلال إلى تحقيقها والمتمثلة بإلغاء وشطب جامعة القدس من داخل أسوار مدينة القدس، مؤكداً أن الجامعة لن تثنيها ممارسات الاحتلال ولا إجراءاته التعسفية. 

    المغرب حاضرة ملكا وحكومة وشعبا

    بدوره حيا ممثل الهيئة الوطنية لحقوق الإنسان في المملكة المغربية الأستاذ نبيل غزة، باسم ملك وحكومة وشعب المغرب الشقيق صمود الشعب الفلسطيني وثباته على أرضه ودفاعه عن المقدسات الإسلامية والمسيحية، مؤكدا وقوف الشعب المغربي إلى جانب أشقائهم في فلسطين واستعدادهم الدائم لتقديم كل العون والمساندة لقضية الأسرى الفلسطينيين. 
     وبين غزة أن فلسطين تسكن في الضمير المغربي منذ الأزل، مذكراً بالبطولات المغربية في الدفاع عن القدس والاهتمام الخاص الذي يوليه الملك محمد السادس بقضية فلسطين بشكل عام وقضية القدس بشكل خاص. 
    وندد بالغطرسة الأميركية وبالاعتداء المباشر على الحقوق التاريخية للعرب والمسلمين في القدس ومقدساته عبر الاعتراف الذي جاء على لسان رئيس الولايات المتحدة الاميركية بالإعتراف بالقدس عاصمةً لدولة الاحتلال. 

    مؤامرة إقليمية ودولية

    وشكر عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عباس زكي، الكلية العصرية الجامعية على استضافتها للمؤتمر وعملها على إنجاحه، ومضيها في تطبيق هذا النهج التكاملي مع المؤسسات الوطنية والأهلية، وهو النهج الذي وضع أسسه الراحل الدكتور حسين الشيوخي، مشيرا إلى الاهتمام الخاص الذي يوليه سيادة الرئيس أبو مازن بقضية الأسرى والعمل المتواصل والدؤوب للإفراج عنهم جميعاً. 
    ولفت إلى الاهتمام الخاص الذي إبداه الرئيس بالخطوات غير المسبوقة التي أقدم عليها د.فهد أبو الحاج تجاه مقاضاة حكومة الاحتلال أمام محكمة الجنايات الدولية وإيعازه بتقديم كل الدعم في هذا الشأن.
    كما وجه زكي تحيات خاصة لملك المملكة المغربية وشعب المغرب الشقيق، مشيراً إلى أن الشعب المغربي على اختلاف انتماءاته الحزبية يجمع على إسناد القضية الفلسطينية وهم موحدون في مواقفهم التاريخية في مساندة القضية. 
    ونوه إلى ضرورة إعادة بث الروح بالاحتضان الشعبي الرافد لقضية الأسرى، مذكراً بالدور المركزي للأسرى في الحفاظ على حجر الأساس للقضية الفلسطينية وذلك لالتحامهم الدائم مع الاحتلال وانتصارهم المتكرر في معركة الإرادة والدفاع عن الإنسانية جمعاء. 
    وحذر من أن القضية الفلسطينية تتعرض حالياً لأكبر مؤامرة إقليمية ودولية تستهدف شطبها وإنهائها دون الالتفات إلى الحد الأدنى من الحقوق الفلسطينية، وذلك عبر ما يتداول تحت مسمى "صفقة القرن" والتي من الواضح إنها تهدف إلى فرض إسرائيل كدولة إقليمية كبرى مسيطرة على الشرق الأوسط. 

    خندق نضالي واحد

    من ناحيته، قال الأسير المحرر رياض شاهين من قطاع غزة إنه على الرغم من التحديات التي يواجهها المواطن نتيجة صعوبات الحياة والقيود المفروضة على القطاع من حصار إسرائيلي خانق، إلا أن نبض الشارع الغزي ما زال حياً وفي صدارة العمل النضالي في مقارعة الاحتلال والاصطفاف في خندق واحد مع الضفة الغربية في نصرة قضية الأسرى ودعم الفعاليات المساندة لها. 

    استهداف إنسانية الاسرى

    من جهته أوضح رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع أن المفهوم الإسرائيلي للسجن أنه مكان لتحطيم الإنسان وإفراغه من مضامينه الإنسانية، وأن كل السياسة المتبعة والإجراءات المتخذة بحق الأسرى تصب في هذا الهدف، وإن الصراع أصلاً ما بيننا وما بين الاحتلال صراع حقوقي إنساني يهدف إلى قتل الروح الإنسانية للأسير وأن الأسرى بدورهم عرفوا كيف يحافظوا على إنسانيتهم وأن كل ما طالبوا به من حقوق هو لإبقاء روحهم الإنسانية حاضرة. 

    دور الكتاب والمثقفين

    من ناحيته، قال الأمين العام لإتحاد الكتاب والأدباء الفلسطيني نافز الرفاعي إن كل فلسطيني على هذه الأرض له حكايته ومعاناته مع الاحتلال فمن هنا يأتي دور الكاتب الفلسطيني ليحول هذه الحكاية إلى عمل أدبي يصب في مصلحة القضية الفلسطينية وتوثيق أهم مراحلها. 
    ووجه الرفاعي دعوة إلى الكتاب للتركيز على قصص الأسرى وإبرازها بطابعها الفردي الخاص حيث لكل أسير تجربته وحياته المتميزة نضالياً وإنسانياً. 

    أوراق بحثية ..وتجارب انسانية

    يذكر أن المؤتمر عقد على جلستين، أدار الجلسة الأولى الأسير المحرر عبد المجيد السويطي واشتملت على ست أوراق بحثية، قدم الورقة الأولى منها اللواء عدنان الضميري بعنوان "الأسير إنسان"، استعرض فيها عددا من القصص التي تؤكد إنسانية الاسرى استوحاها من واقع تجربته في الأسر، أما الورقة الثانية فكانت للشاعر المتوكل طه وحملت عنوان "التجلي الإنساني في المعتقل"، وتناولت الورقة الثالثة مجموعة من القصص الإنسانية في المعتقلات قدمها الأستاذ نمر عدوان، أما الأسير المحرر جابر البطة فقد قدم ورقة بعنوان "تجربتي في العمل الوطني"، وقدمت الأستاذة مي الغصين مجموعة قصصية من تجارب الأسر، أما الورقة الأخيرة والتي قدمها الأستاذ عبد المجيد سويطي فقد تناولت تجربة الأسيرة آمال سعدة. 
    وفي الجلسة الثانية التي أدارها الدكتور علي أبو هلال قدمت أوراق بحثية حملت الأولى عنوان "الأسير إنسان" للأستاذ حلمي الأعرج، أما الورقة الثانية فقدمتها الدكتورة نظمية حجازي بعنوان "من رحم القيد ولد نور" قصة الأسيرة منال غانم، وقدم عوني فارس ورقة بعنوان "ذكريات من زمن اللهيب" البوسطة وأطفال الخضر ومحكمة عوفر، كما قدم حافظ أبو عباية ورقة بعنوان "المعتقل إنسان"، فيما قدم د.عبد الحميد صيام ورقة حول "الأسرى والقانون الدولي" وقدم الأستاذ راضي الجراعي ورقة حول "الانتهاكات الأسرائيلية بحق الأسير الفلسطيني". 
     


آخـر الاخبار

أخبــار العـام