(40) عاماً ومسيرتنا التعليمية مستمرة الإنجازات كبيرة والاحلام لا حدود لها

قال معالي الأستاذ الدكتور محمود أبو مويس، وزير التعليم العالي والبحث العلمي في حفل التخرج الذي أقمناه في نهاية العام 2022 بالتزامن مع مرور أربعين عاماً على تأسيس العصرية الجامعية:- إن العصرية تتميز بالريادة والابتكار والإبداع، والحرص على إعداد خريج يتمتع بمهارات فنية تتناسب مع حاجة السوق". 
وأضاف: "لقد بلغت العصرية اليوم أشدها وقمة تميّزها وعطائها من خلال برامجها وتخصصاتها". 
السؤال الذي يطرح نفسه هنا: 
كيف يمكن لقامة أكاديمية بحجم معالي وزير التعليم العالي والبحث العلمي أن يقدم لنا هذه الشهادة - الوسام وهو المتابع لكل مؤسسات التعليم في بلادنا، والملم بمستوياتها لولا أن العصرية الجامعية قد نجحت بامتياز في اجتراح تجربة تعليم عالٍ فلسطينية لمؤسسة خاصة توجتها بسلسلة من النجاحات باعتمادها منهجية بوصلتها استراتيجية زاوجت بين الوطني والأكاديمي، بين تخصصاتها وحاجة السوق، بين العمل المؤسساتي وروح العصر، بين التكامل مع الحاضر والتطلّع للمستقبل بعقل استشرافي منفتح، من منطلق أن الأحلام لا تعرف الحدود والمراحل. 
ما حققته العصرية الجامعية هو نتاج مجموعة من العوامل والمقومات أهمها: الرؤية الاستشرافية والقدرة على تحديد حاجات الوطن لعقود قادمة، واختيار تخصصات منذ البداية لم تكن مطروحة في الجامعات في حينه، واستيعاب الطاقات التعليمية في الوطن، وتوفير فرص عمل للأكاديمين خصوصاً في سنوات اشتداد الحصار على الفلسطينيين، وإقامة علاقات واسعة عربياً ودولياً مع الاتحادات التي تُعنى بالتعليم المهني والتقني، وتأسيس مختبرات علمية تمكن الطالب من الجمع بين النظري والعلمي، وقد تم كل ذلك من خلال رؤية إدارية حكيمة متبصِّرة عملت في ظروف صعبة لا سيما في الانتفاضتين الأولى والثانية، ونجحت في التعامل مع كل الصعاب والتحديات، جاعلة من مسيرتها قصة نجاح أكاديمية ووطنية. 
من عام إلى آخر تَعزَّزَ دور العصرية الجامعية وصار يشار إليها بالبنان كمؤسسة تعليم عالٍ مميزة، لها حضورها المكثف في كل المرافق والميادين على امتداد وطننا.  
استمرتْ عملية البناء والتطوير بعد رحيل المؤسّس المحامي د.حسين الشيوخي من خلال تحمّل أسرة العصرية بكل مكوناتها الأمانة والإصرار على السير قدماً، وتطوير العصرية على مستوى المباني والمرافق والمختبرات، وتزويدها بأحدث التقنيّات.
يضاف إلى ذلك تأسيس مركز العصرية التدريبي الداعم للحياة المرخص من جمعية القلب الأمريكية الذي يؤهّل مدربين خبراء في أساسيات إنعاش القلب الرئوي المتقدم، حيث تم تخريج نخبةٍ من المدربين المؤهلين في هذا المجال. 
إن أعمال التوسعة والتطوير مستمرة، فإضافةً إلى تحسين وتحديث مباني العصرية الجامعية في مواقعها الثلاثة رام الله والبيرة وبيتونيا، تم شراء مساحةٍ واسعةٍ في مبنىً محاذٍ للمبنى الرئيس في رام الله، ليتلاءم ذلك مع حركة التطوير التي تشهدها العصرية الجامعية. 
وفي إطار تشجيع ودعم البحث العلمي المحكم الذي يعتبر أحد أهم المعايير الدولية في تقييم وتصنيف مؤسسات التعليم، خصّصت الكلية العصرية الجامعية ميزانيةً لدعم دائرة البحث العلمي، وتم إطلاق مجلةٍ دوليةٍ محكّمةٍ في القانون باسم "المجلة العصرية للدراسات القانونية"، إلى جانب التحضير لتأسيس مجلّاتٍ علميّةٍ محكّمة في ميادين أخرى.
إننا في الكلية العصرية الجامعية أسرة واحدة بكل ما تعنيه هذه التسمية من معنى ، أسرة تقوم على أساس الاحترام والتكامل وتعزيز الأدوار، وقبل ذلك الانتماء والإيمان العميق بالدور الذي تضطلع به "العصرية" في رفد المجتمع الفلسطيني بطاقات شبابية تتقد حماسة وتوقاً للعطاء والبناء. 
أسرة العصرية الجامعية هي أسرة مجربة قادرة على التعامل بسرعة وجدية مع أي تطور كما فعلت حينما صُدمت المجتمعات البشرية بـ "كورونا"، حيث استجابت الأسرة لهذا التحدي وقدّمت تعليماً نوعياً عن بعد بمتابعة دقيقة وتقنيات عالية، وهذه التجربة قد شهد لها الجميع نظراً للنتائج المشرَّفة التي حققتها. 
من الصعب تكثيف ما حققته العصرية في كلمة "افتتاحية"، لأن ما تحقق كثير، بيد أن من يأتي إلى العصرية طالباً أو زائراً أو مستفيداً من مرافقها وقاعاتها ومختبراتها في أنشطة مجتمعية سيرى عن قرب، أن التجربة تتحدث عن نفسها نجاحاً وإنجازاً، فوطننا يستحق منا أن نقدم له الأفضل والأنفع والأجمل، فعلى هذه الأرض ما يستحق الحياة. 
أربعون عاماً والمسيرة مستمرة " نسابق الزمن في تحقيق الإنجازات، ونستثمر الوقت أفضل استثمار، لأن بلادنا بحاجة ماسة إلى مزيد من العمل والبناء، ومؤسسة التعليم العالي ذات الرسالة هي رافعة تطوير في كل الظروف والمراحل.
العصرية الجامعية وهي تستند إلى هذه المسيرة الحافلة تواصل العطاء يحفزها ويحرسها حلم لا يعرف الحدود.