لم نفاجأ من تجاوبكم وتفاعلكم اللافت مع برنامج التعلم عن بعد، فهذا ليس غريباً على طلبة العصرية الجامعية الذين عرفوا في كل المراحل ومنذ التأسيس وحتى يومنا هذا، بوعيهم وحرصهم وإخلاصهم لمؤسستهم التي هي مثابة بيتهم الثاني.
لقد كانت استجابتكم لبرنامج التعلم عن بعد، تعبيراً عن فهمكم العميق لطبيعة ما تمر به بلادنا بل البشرية بشكل عام، وأن حماستكم لمواصلة التعلم، وفي مكافحة كورونا ترتبط في الأساس بأصالة هذا الشعب الذي رغم ظروفه الصعبة، سجل درساً لمن يرغب في التعلم، في السلوك الحضاري والانضباط والحرص على الصحة العامة، وكذلك في إدارة شؤونه مع المشتريات دون أن يهجم على المحال بفوضى وفقدان أعصاب، الأمر الذي أشاد به العالم بأسره، وليكتب عدد من المراقبين والخبراء الدوليين، كيف أن بلداً صغيراً فقيراً محاصراً جسد أداءً أكثر جدوى وفعالية وانضباطاً وتدبراً من دول كبيرة مدعومة ومسنودة بقدرات عملاقة.
إن نسبة تجاوبكم أيها الأعزاء مع برنامج التعلم عن بعد، هي نسبة مرتفعة، كما أن إيجابية التفاعل عكست حساً عاماً وراقياً، وأكدت رغبتكم في مواصلة العملية التعليمية، على اعتبار أن التعليم هو أحد المقومات الرئيسة في تجربة الفلسطينيين المعاصرة.
لقد شهدنا تضامنكم مع بعضكم بعضاً، من خلال تشكيل مجموعات التواصل والدعم، حيث بادر الطلبة الذين استوعبوا آليات الدخول إلى منصات التعلم عن بعد الخاصة بالعصرية، لمساعدة زملائهم، لكي يتسنى لهم الوصول إلى محاضراتهم بأسرع وقت ممكن.
إننا أيها الأحباء نفاخر بكم ، لأنكم طلبتنا، وأبناء فلسطين البررة، وجيل المستقبل الذي سيشكل روافع عمل وتنمية وتطوير لمجتمعنا.
أجل ارتقيتم إلى مستوى المسؤولية، وكان معكم مجلس اتحاد الطلبة الذي هو خير ممثل لكم، وأصدق معبرعن طموحاتكم، فقد بذل المجلس جهداً كبيراً في التنسيق مع الإدارة والتكامل معها، ومتابعة خطوات التحضير لإطلاق عملية التعلم عن بعد، إضافة إلى التواصل مع المؤسسات العاملة في الوطن، وهو بذلك يقوم بدوره بروح مسؤولة ومعنويات من لا يعرفون الاستكانة أبداً.
بارك الله في جهودكم جميعاً في إنجاح عملية التعلم عن بعد، ودعم محاضريكم بكل ما يلزم، من أجل تدشين تجربة تعليمية مميزة، يشار إليها بالبنان على مستوى الوطن.
المهندس سامر شيوخي
رئيس مجلس الأمناء
